جنوب إفريقيا تعلن حالة "الكارثة الوطنية" بسبب الفيضانات
جنوب إفريقيا تعلن حالة "الكارثة الوطنية" بسبب الفيضانات
أعلنت السلطات في جنوب إفريقيا مساء الاثنين، حالة الكارثة الوطنية، بعدما أسفرت فيضانات نجمت عن هطول أمطار غزيرة في الأيام القليلة الماضية عن سقوط 7 قتلى وعدد من المفقودين.
وقالت رئاسة الجمهورية في بيان لها، إنّ "الحكومة أعلنت حالة الكارثة الوطنية لإتاحة استجابة قوية ومنسقة لتداعيات الفيضانات"، بحسب ما ذكرت وكالة فرانس برس.
ولم تصدر حتى الساعة حصيلة للضحايا على المستوى الوطني، لكن الأحوال الجوية السيئة تهدد سبعاً من مقاطعات البلاد التسع، لا سيما تلك الواقعة على الساحل الشرقي المطل على المحيط الهندي.
ولقي 5 أشخاص على الأقل، أحدهم رضيع، مصرعهم في كوازولو ناتال (جنوب شرق)، بحسب ما قالت المتحدثة باسم مركز إدارة الكوارث في المقاطعة الساحلية نونالا ندلوفو.
وأضافت أنّ عدداً من الأشخاص لا يزالون في عداد المفقودين في المقاطعة.
ولقي شخصان آخران مصرعهما في مقاطعة مبومالانغا المجاورة (شمال شرق)، بحسب السلطات المحلية.
وفي ليمبوبو، المقاطعة الواقعة في شمال البلاد على الحدود مع زيمبابوي، تضرر من جراء الفيضانات مستشفى وطرقات وجسور، كما جرفت السيول عدداً من السيارات.
وقالت الرئاسة في بيانها إن "المزارعين تكبدوا خسائر في المحاصيل والمواشي".
وحذر المركز الوطني للأرصاد الجوية من أنه لا يزال يتوقع هطول أمطار "متواصلة وغزيرة"، ما يهدّد بحدوث فيضانات، كون "التربة مشبعة بالمياه، والمجاري المائية بلغت ذروة مستوياتها".
والعام الماضي شهدت جنوب إفريقيا أسوأ فيضانات في تاريخها، وسجلت أفدح الخسائر يومها في ديربان، ثالث كبرى مدن البلاد وأحد الموانئ الرئيسية في القارة.
ويومها تسببت الأمطار والفيضانات بسقوط أكثر من 400 قتيل وتضرّر أكثر من 85 ألف شخص.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف والعواصف الشديدة وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل 3 أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.